الخميس، 29 ديسمبر 2011

وكأن الثورة المصرية مأنجبتش غير الغوغاء العوكاشية

أتذكر فى آخر مرة منذ سنوات طوال وقبل تفرد البطل العاملى راندى أورتن على نظيره جون سينا، كنت أشاهده أنا وأخى، فقلت له وبدون تردد، أورتن بيغير من سينا عشان سينا الناس بتحبه ومشهور عنه، ضحك وقال لى بطريقته، الناس عشان تشتهر فى طريقين اتنين؛ إما تخلى الناس تحبك أوى أو تكرهك أوى، وسينا واخد طريق، والندل ده واخد طريق على أورتن طبعاً، ومرت سنوات ليست طويلة بالمرة فيمكن عدها على أصابع كفى، وإذ بأورتن بطل العالم لسنوات متتالية، الكل يخاف منه، الكل بيعمل له ألف حساب، وتفرد مغرداً بعيد عن الكل بأنه الأول، أحبه الناس، كرهوه، لم تعد هى المعضلة، بل الأهم أنه رقم واحد بلا منازع.




الساحة المصرية الآن تعج بالكثير والكثير من المتنافسين، الجميع، يشاهد ويبتسم، كأنهم بيشجعوا اللعبة الحلوة، الكل أصبح فى نافذة المشاهدة والنقد اللفظى فقط، كأن المطلوب هو كلمة تقال أو كومنت فى الفيس أو تويتر، الناس نست إن فى ثورة حصلت فعلاً، والجميع بما فيهم الثوار أنفسهم يشجعون اللعبة الحلوة، ونسوا أن لعبة الشهرة فى المرحلة الحالية هى الفيصل، الأمر لا يحتاج لسرد أحداث مضت ولكن فعلاً فى حاجة غريبة بتحصل، موضوع الهالة الإعلامية اللى بيتم صناعتها حالياً حول شخص أو عدة أشخاص أو حتى حزب من الأحزاب حاجة غريبة فعلاً. محدش مصدق إن اللى بيحصل ده فعلاً غلط وضار جداً بالثورة. نبقى عارفين مين وفين كان قبل كده، وفجأة يبقى هو حالياً الرجل الأول فى النوادى والأحاديث الخاصة والعامة وحتى من قبل المعارضين، بل والكارهين له ولحماقته، هذا شئ يدعو للخوف فعلاً.



طبعا وبدون تذكير للى فات كلنا عارفين مين هو عكاشة، بواس الأيادى، اللى فكرنى باللى حبيبته هجرته عشان واحد  تانى، فحب يتودد لها، ولما ملقاش منها أمل قام مفبرك عليها الأقوال والأفعال، ولأنه يمتلك منبر إعلامى لا يشاهده فئة عادية من الشعب المصرى، صال وجال بخياله، عمل وسوى وفعل وضرب بالسيف، وكأنه عنترة هذا الزمان، لا ننكر أن لعكاشة صدى فى المجتمع المصرى، وأثر لا يستهان به على ذوى العقول الطيبة التى تتقبل كل شئ، له أثر على أولئك الذين وقف الزمان عندهم على شاشة قناته. عكاشة بكل بساطة متأكدى إن جمهوره واحد من اتنين إما مشاهد لحركاته البهلوانية، وإما باكى على أثر كلماته التى يدعمها بأوراق الله أعلم من أين أتى بها، عكاشة فعلاً يتخاف منه مش لقوته، ولا لجماهيريته؛ لا لجماهيرية صدى أقواله وأفعاله.


الملفت للنظر، أنه فعلاً أصبح مكشوف وباين للأعمى إن كل ما يقوله، وكل ما يفعله هى أشياء لمجرد لفت الإنتباه، أشياء تزيد من الهالة الإعلامية المسلطة عليه، سواء كان من قبل إعلام رسمى، أو إعلام وهمى، شئ أصبح معروف ومهروش فى كل مكان بالعالم، موضوع صناعة النجومية والشهرة، فيديوهات كتير وضحت الحكاية دى، إنه فعلاً بيعملها عن عمد وقصد وطبعا كلنا فاكرين، قصة 13/13/2013 أظن شئ لا يصدقه عقل أن يكون الإعلامى بمثل هذا العته والسفه، والغريب فى الأمر إنى اليوم ولأول مرة أكتشف إنه كده من زمان، لتنطبق حكمتى عنه، هو أنه بيتمسح فى الشهرة، ولكن بطريقة المجانين، وهذا فيديو من لقاء قديم ليثبت أنه ليس جديداً على السفه الإعلامى هذا، وليت السفه الإعلامى فقط فى قناته، بل فى كافة الوسائل الإعلامية المرئية والمقروءة.

المشكلة فعلاً إن فى ناس مصدقة، من طيبتهم والله وليس لشئ آخر، ماذا نحتاج أكثر من تاريخ أسود، وملف حياة غامض، من هو ذاك الغامض الذى ظهر فجأة على الساحة التنافسية للإعلام المصرى، وأصبح هو الخبر الأول والخبر الثالث والخامس والعشرون، صاحب أعلى نسبة مشاهدة فى اليوتيوب، صاحب أكبر عدد من الهاشتجات فى تويتر وكأنه الرجل الأول فى مصر، وهو فعلاً باللى بيحصل، فى نظر الشارع البسيط، هو المخلص، هو المنجى لهم من جحيم الثوار، وفى نظر المجلس العسكرى، واحد بيتهاجم عشان واخد موقف بجوار كرسى المشير. فلنفتش عن التاريخ، ولنعلم أن من باس يد ركن من أركان الحزب الوطنى، قد يبوس حاجة تانية ومش يبوسها بس، ده يمصها كمان. عكاشة بكل فخر هو رجل الثورة الأول، ولا أقصد الفاعل، ولكن هو نتيجة الثورة الكبرى والعظمى، هو أكثر من استفاد منها، هل هو مأجور، هل هو مندس بفطرته من النظام السابق، هل يتم تمويله بأشياء لا نعرفها من أجل ما يحدثه بيده على الساحة كأمر احتجازه فى بلقاس، مثلاً، ظهر فى توقيت غريب فعلاً، ليلة محاكمة المخلوع، هل عكاشة يقصد ما يفعل، أعتقد الموضوع محتاج شوية تركيز، عكاشة مش مجنون عشان يعمل حبة الجنون دول لوجه الله والفيسبوكاويين والمغردين على تويتر، أكيد فى حلقة أول أمس حين شدد على نشطاء الإنترنت أن يستلموه بالتعليقات الساخرة، مكنتش صدفة إنه بعدها بساعات يعمل اللى عمله، كنوع من الشو الإعلامى عليه، لسرقة الضوء من أحداث أخرى.


هل كان هذا الفيديو مجرد صدفة ومع مين .... عكاشة !


الموضوع أصبح أكبر مما يتحمل، لصالح مين عكاشة جاذب أنظار الثوار فى مصر، إضافة إلى جذبه انتباه فئة ليست بقليلة من مرضى العباسية، وفئة أخرى فى قرى ومناطق مصر الطيبة، التى لا تدخل على تويتر ولا الفيسبوك لتعرف حقيقته، الأمر يحتاج إلى أن نرمى أمره إلى حيث يرقد عقله، ونتركه يذهب، إلى حيث كان قبل الثورة، مشاهديه هم من منتظرى برنامج " بصراحة للكبار فقط"، هو ليس برجل هين، أو قل رجل هين بيد رجل فاهم وعارف هو بيعمل أيه، عكاشة ما هو إلا كرة القدم فى هذا العصر، بيتلغى بيه رؤية الكثير وليس الجميع من المصريين عن واقع ما يحدث، اللعة أصبحت مكشوفة ومكررة كل يوم، ولا أحد يعلم كيف ستنتهى، ومتى ستنتهى، ولكن الحقيقة هى أنه يد لطرف نعرفه جميعاً، عكاشة واحد على رأى صديقى الوطنى مرضيش به فى ملكه، بس مرمهوش عشان عارف ان له استعمالات أخرى. 

قبل أن يصبح عكاشة هو المخلص الحقيقى على أرواحنا، دعوه يلعب ولا تغردوا بأفعاله وأقواله خلوا الثورة تسير وعاكشة يطير 



ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

هذا ما كان منى، فاللهم اغفر لى ما أخطأت فيه