.jpg)
ليت شعرى ! ألا يوجد فى هذه الدنيا عادل ، ولا راحم ،
فإن خلت منهما رقعة الأرض فهل خلت منهما ساحة السماء ؟
فهل تسقط السماء على الأرض بعد اليوم ، أم لا تزال
تُنيرها بكواكبها ونجومها ، وتُمطرها غيثها ومُزنها ؟
ها هم أولاء الناس قد عادوا إلى ما كانوا عليه ، وها هى
ذى الأرض قد مُلئت شروراً وفسادًا حتى لم يبق فيها بقعة طاهرة يستطيع أن يأوى
إليها ملكٌ من أملاك السماء .
ها هم أولاء الأقوياء قد ازدادوا قوة والضعفاء قد
ازدادوا ضعفاً ، وها هى ذى لحوم الفقراء تنحدر فى بطون الأغنياء انحداراً فلا
الأولين بمُستمسكين ، ولا الآخرون بقانعين .
ها هم أولاء الفقراء يموتون جوعاً فلا يجدون من يُحسن
إليهم ، والمنكوبون يموتون كمداً فلا يجدون من يُعينهم على همومهم وأحزانهم .
ها هم أولاء الأمراء قد خانوا عهد الله وخفروا دمائه ،
فأغمدوا السيوف التى وضعها الله فى أيديهم لإقامة العدل والحق وتقلدوا سيوفاً
غيرها ؛ لا هى إلى الشريعة ، ولا إلى الطبيعة ، ومشوا بها يفتحون لأنفسهم طريق
شهواتهم ولذائذهم حتى ينالوا منها ما يريدون.
ها هم أولاء الناس جميعاً قد أصبحوا أعواناً للأمراء على
شهواتهم والقضاة على ظلمهم ، وزعماء الأديان على لصوصيتهم ؛ فلتسقط علينا جميعاً
نقمة الله ملوكاً ومملوكين ، ورؤساء ومرؤسين .
لتسقط العروش ولتُهدَم الأمصار ، والسهول والأعوار ،
والنِّجاد والأغوار ، ولتغرق الأرض فى بحر من الدماء يهلك فيه الرجال والنساء ،
والشيوخ والأطفال ، والأخيار والأشرار ، والمجرمون
والأبرياء ... وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون.
عاقبة اختلاط الحق بالباطل والظلم وخيمة وليس على الله عزيز إن غاب عدله ، احنا بس اللى مش واخدين بالنا إن الله يُمهل ولا يُهمل ، ولأن لسه فى شوية عدل فى قلوب شوية ناس غلابة ربنا مدينا فرصة تانية يمكن ~~~~